ابن تيمية والتجسيم !

بسم الله

ملاحظة : من يرغب في معرفة مفهوم التجسيم عند السلف فعليه بهذا الموضوع الجامع الرائع : ما التجسيم  و التشبيه والتمثيل ؟

ابن تيمية والتجسيم !

الحمد لله وكفى , وسلام على عباده الذين اصطفى , وبعدُ : 

اعلم أن الجسم والتجسيم يطلق في كتب المتكلمين في العقيدة من طوائف المسلمين ,

ويراد به معنيان :

الأول : قول من قال بتشبيه الله بخلقه , ووصفه بما توصف به سائر الأجسام ,

وهؤلاء القائلون بهذا القول متفقٌ بين المسلمين على فساد قولهم وبطلانه .

قال ابن تيمية رحمه الله في ( بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية ) 1/51 :

وأما النوع الثاني – وهو الغالية – الذين يُحكى عنهم أنهم قالوا : هو لحمٌ وعظمٌ ونحو ذلك ,

فهؤلاء وإن كان قولهم فاسداً ظاهر الفساد ,

إذ لو كان لحماً وعظماً – كما يعقل – لجاز عليه ما يجوز على اللحوم والعظام ,

وهذا من تحصيل التمثيل الذي نفاه الله عن نفسه .. ..

فمن قال بالتشبيه المتضمن هذا التجسيم ,

فإنه يجعله من جنس غيره من الأجسام , لكنه أكبر مقداراً ,

وهذا باطل , ظاهر البطلان عقلاً وشرعاً ,

وهؤلاء هم المشبهة الذين ذمهم السلف . انتهى

* * *

وقال رحمه الله في ( درء تعارض العقل والنقل ) 10/307 :

فيقال لمن سأل بلفظ الجسم : ما تعني بقولك ؟

أتعني بذلك أنه من جنس شيء من المخلوقات ؟

فإن عنيتَ ذلك , فالله قد بيَّنَ في كتابه أنه لا مثل له , ولا كفوَ له , ولا نِدَّ له ؛

وقال : ( أفمن يخلق كمن لا يخلق )

فالقرءان يدل على أن الله لا يماثله شيء , لا في ذاته ولا صفاته ولا أفعاله ,

فإن كنتَ تريد بلفظ الجسم ما يتضمن مماثلة الله لشيء من المخلوقات ,

فجوابك في القرءان والسنة . انتهى

وقال 10/309 :

ولهذا اتفق السلف والأئمة على الإنكار على المشبهة الذين يقولون :

بصر كبصري , ويدٌ كيدي , وقدم كقدمي . انتهى

ونبه رحمه الله في 4/144 :

أن القول بأن الله عزَّ وجلَّ جسم كالأجسام على الإطلاق هكذا ,

لم يقل به أحد من الطوائف وأصحاب المقالات .

ثم قال رحمه الله :

فَعُلِمَ أن القول بأنه جوهر كالجواهر , أو جسمٌ كالأجسام

– سواء جُعِلَ التشبيه لكل منها , أو بالقدر المشترك بينها –

لم يقل به طائفة معروفة أصلاً ,

فإن كان النزاع ليس إلا مع هؤلاء , فلا نزاع في المسألة ,

فتبقى بحوثُه المعنوية في ذلك ضائعة , وبحوثه اللفظية غير نافعة ,

مع أني إلى ساعتي هذه لم أقف على قولٍ لطائفة , ولا نقل عن طائفة أنهم قالوا : جسم كالأجسام ,

مع أن مقالة المشبهة الذين يقولون : يد كيدي , وقدم كقدمي , وبصر كبصري , مقالة معروفة ,

وقد ذكرها الأئمة كيزيد بن هارون , وأحمد بن حنبل , وإسحاق بن راهويه , وغيرهم ,

وأنكروها , وذمّوها , ونسبوها إلى مثل داود الجواربي البصري وأمثاله ,

ولكن مع هذا صاحب هذه المقالة , لا يمثّله بكل شيء من الأجسام , بل ببعضها ….

إلى آخر كلامه رحمه الله

* * *

وخلاصة هذه السطور : يراد بالتجسيم تشبيه الله بخلقه , وتمثيله بهم

وهو معنى باطل بداهةً فاسدٌ كما تقدم من كلام ابن تيمية رحمه الله

* * *

الثاني : من معاني الجسم قول الجمهور مَنْ يثبتون الجسم وعامتهم ,

فهم يقولون : إنه جسم لا كالأجسام ,

ويثبتون الصفات التي ثبتت بالقرءان والسنة عموماً .

قال ابن تيمية رحمه الله في ( بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية ) 1/47 :

وصف ثالث يثبتون هذه الصفات , ويثبتون ما ينفيه النفاةُ لها ,

ويقولون : هو جسمٌ لا كالأجسام ,

ويثبتون المعاني التي ينفيها أولئك بلفظ الجسم ,

وهذا قولُ طوائفَ من أهل الكلام المتقدمين والمتأخرين . انتهى

وقال رحمه الله 1/50 :

والذين قالوا : إنه جسم نوعان ؛

أحدهما – وهو قولُ علمائهم – : إنه جسم لا كالأجسام ,

كما يقال : ذوات لا كالذوات , وموصوف لا كالموصوفات ,

وقائم بنفسه لا كالقائمات , وشيء لا كالأشياء ,

فهؤلاء يقولون : هو في حقيقته ليس مماثلاً لغيره بوجهٍ من الوجوه ,

ولكن هذا إثبات أن له قدْراً يتميّز به ,كما إذا قلنا : موصوف ؛

فهو إثبات حقيقة يتميّز بها , وهذا من لوازم ذاته . انتهى

وقال أيضاً رحمه الله في ( منهاج السنة النبوية ) 1/247 :

ومن قال : هو جسمٌ , فالمشهور عن نُظَّار الكرَّاميّة وغيرهم مِمَّن يقوا : هو جسم

أنه يفسرُ ذلك بأنه الموجود , أو القائم بنفسه , لا بمعنى المركب ,

وقد اتفق الناس على أن من قال : إنه جسم , وأراد هذا المعنى , فقد أصاب في المعنى ,

ولكن إنما يُخطِّئُه مَنْ يُخطِّئُه في اللفظ . انتهى

فانظر إلى حقيقة الأمر , ولا تغترَّ بالزخارف والتمويه ,

وتيقّن أن ابن تيمية لا يقول بإطلاق لفظ الجسم , لا بالمعنى الأول ولا الثاني .

في حاشية السول 3/124 المسماة ( سلّم الوصول ) قول البناني :

واعلم أن المجسمة فريقان :

فريق يعتقد أن الله جسم كسائر الأجسام , وهذا لا خلاف في كفره .

وفريق يعتقد أن الله جسم , ولكنه لا كالأجسام , بل جسم يليق به ,

ولهذا مختلف في كفره , والمجسم في كلام الشارح من الفريق الثاني . انتهى

قال الشيخ نجيب المطيعي معقباً :

واعترض عليه – أي : البناني – شيخُنا في تقريره عليه بقوله :

قيل : لا وجهَ لكفره ؛

لأن مرجع قوله إلى أنه ليس بجسم لا كالأجسام , فهو مجرد تسمية …

أما من قال : إنه جسمٌ , لكن لا كالأجسام ,

فنفى لوازم الأجسام حتى لم يبقَ منها شيءٌ إلا مجرد التسمية ,

فهذا كما قال شيخُنا : لا وجه للخلاف فيه ؛

لأنه لم يبقَ إلا مجرد تسميته للجسم . انتهى

وقال الدوّانيٌّ – وهو من أئمة الأشعرية – في شرح العقائد العضُدية صـ 532 :

ومنهم من تستر بالبَلْكَفة , وقال : هو جسمٌ , لا كالأجسام ,

وله حيّزٌ , لا كالأحياز , ونسبته إلى حيّزه , ليست كنسبة الأجسام إلى أحيازها ,

وهكذا ينفي عنه خواص الأجسام حتى لا يبقى إلا اسمُ الجسم ,

وهؤلاء لا يُكَفَّرون , بخلاف المصرحين بالجسمية . انتهى

وقال العضُد الإيجي في المواقف – وهو من أئمة الأشعرية – صـ 273 :

المقصد الثاني : في أنه تعالى ليس بجسم ,

وذهب بعض الجهال إلى أنه جسم كالكرامية , وقالوا : هو جسم , أي : موجود ,

وقوم قالوا : هو جسم , أي : قائم بنفسه ,

فلا نزاع معهم إلا بالتسمية , ومأخذُها التوقيف , ولا توقيف ,

والمجسمة قالوا : هو جسم حقيقة , فقيل : من لحم ودم كمقاتل بن سليمان

وقيل : نور يتلألأ .. ألى آخر كلامه .

* * *

وبعدُ : فما هو قول ابن تيمية ؟!

قال في درء التعارض 10/313 :

ولفظ الجسم في حقِّ الله , وفي الأدلة الدالة عليه

لم يرد في كتاب الله , ولا سنة رسوله , ولا كلام أحد من السلف والأئمة ,

فما منهم أحد قال : إن الله جسم أو جوهر أو ليس بجسم ولا جوهر ,

ولا قال : إنه لا يُعرفُ إلا بطريقة الأجسام والأعراض ,

بل ولا استدل أحدٌ منهم على معرفة الله بشيء من هذه الطرق ,

لا طريقة التركيب , ولا طريقة الأعراض والحوادث , ولا طريقة الاختصاص .

وإذا كان كذلك , فالمتنازعون في مسمى الجسم متنازعون في أمر ليس من الدين

لا من أحكامه , ولا من دلائله , وهكذا نزاعهم في مسمى العَرَضِ وأمثال ذلك ,

بخلاف نزاعهم في إثبات المعنى المراد بلفظ الجسم ونفيه ؛ فإن هذا يتعلق بالدين

فما كان من الدين , فقد بيّنه الله في كتابه وسنة رسوله , بخلاف ما لم يكن كذلك . انتهى

إذن لفظ الجسم ليس من الدين , بخلاف معناه , فهو يتعلق بالدين

قال ابن تيمية رحمه الله في التعارض 4/146 :

أما الكلام في الجسم والجوهر ونفيهما أو إثباتهما , فبدعةٌ ,

ليس لها أصلٌ في كتاب الله ولا سنة رسوله ,

ولا تكلم أحدٌ من الأئمة والسلف بذلك نفياً ولا إثباتاً . انتهى

فهذا تقرير من ابن تيمية على بدعية لفظ الجسم وأنه ليس من الدين 

وهو من المصطلحات الحادثة التي تتضمن الحقَّ والباطل في معناها

الصحيح عدم إثباتها ولا نفيها حتى لا يحصل تلبيس في كلا الأمرين

قال ابن تيمية رحمه الله في منهاج السنة النبوية 1/204 :

وأما القول الثالث : فهو القول الثابت عن أئمة السنة المحضة

كالإمام أحمد ومَنْ دونه , فلا يطلقون لفظ الجسم لا نفياً ولا إثباتاً , لوجهين :

أحدهما : أنه ليس مأثوراً , لا في كتاب ولا سنة ,

ولا أثر عن أحد من الصحابة والتابعين لهم بإحسان , ولا غيرهم من أئمة المسلمين ,

فصار من البدع المذمومة .

الثاني : أن معناه يدخل فيه حق وباطل ,

والذين أثبتوه أدخلوا فيه من النقص والتمثيل ما هو باطل ,

والذين نفوه أدخلوا فيه من التعطيل والتحريف ما هو باطل . انتهى

فلا يثبت ابن تيمية شيئاً من العقائد إلا بالكتاب والسنة

ولا ينفي إلا ما نفاه الكتاب والسنة

فإليهما تُرَدُّ المصلحات , وليست المصطلحات الأصل .

قال رحمه الله في درء التعارض 10/306 :

ولو اعتصموا بالكتاب والسنة لاتّفقوا كما اتفق أهل السنة والحديث ؛

فإن أئمة السنة والحديث لم يختلفوا في شيء من أصول دينهم ,

ولهذا لم يقل أحدٌ منهم : إن الله جسمٌ , ولا قال : إن الله ليس بجسم

بل أنكروا النفيَ لما ابتدعته الجهمية من المعتزلة وغيرهم ,

وأنكروا ما نفته الجهمية من الصفات مع إنكارهم على من شبَّهَ صفاتِه بصفاتِ خلقِه . انتهى

وقال أيضاً في درء التعارض 1/271 :

والمقصود هنا أن الأئمة كانوا يمنعون من إطلاق الألفاظ المبتدعة المجملة

لما فيها من لبسِ الحق بالباطل , مع ما تُوقِعُه من الاشتباه والاختلاف والفتنة ,

بخلاف الألفاظ المأثورة والألفاظ التي بيّنت معانيها ؛

فإن ما كان مأثوراً حصلتْ به الأُلفة , وما كان معروفاً حصلت به المعرفة ,

كما يروى عن مالك رحمه الله أنه قال :

إذا قلَّ العلمُ ظهر الجفاء , وإذا قلّت الآثار كثرت الأهواء .

فإذا لم يكن اللفظ منقولاً , ولا معناه معقولاً , ظهر الجفاء والأهواء ؛

ولهذا تجد قوماً كثيرين يحبون قوماً , ويبغضون قوماً لأجل أهواء ,

لا يعرفون معناها ولا دليلها

بل يوالون على إطلاقها , أو يعادون ,

من غير أن تكون منقولةً نقلاً صحيحاً عن النبي صلى الله عليع وسلم وسلف الأمة . انتهى

وبعد هذا تجد قوماً من المتكلمة

يسمُّون مَنْ أثبتَ لله الصفات الثابتة بالكتاب والسنة مجسماً ,

إلزاماً له بما لا يلزمه , ولا يلتزمه , وهذا كذب وافتراء وتزوير

قال ابن حزم في الفصل 3/250

وأما من كفر الناس بما تؤول إليه أقوالهم , فخطأٌ ؛

لأنه كذبٌ على الخصم , وتقويلٌ له ما لم يقل .

وقال ابن تيمية رحمه الله في درء التعارض رداً على ابن رشد 10/250 : 

فيقال له : ليس في الحنابلة مَنْ أطلق لفظَ الجسم ,

لكننفاةُ الصفات يسمون كل من أثبتها مجسماً بطريق اللزوم ؛

إذ كانوا يقولون : إن الصفة لا تقوم إلا بجسم ,

وذلك لأنهم اصطلحوا في معنى الجسم على غير المعنى المعروف في اللغة ,

فإن الجسم في اللغة هو البدن ,

وهؤلاء يسمون كلَّ ما يُشارُ إليه جسماً ,

فلزم على قولهم أن يكون ما جاء به الكتاب والسنة , وما فطر الله عليه عباده ,

وما اتفق عليه سلف الأمة وأئمتها تجسيماً ,

وهذا لا يختص طائفةً , لا الحنابلة ولا غيرهم ,

بل يطلقون لفظ المجسمة والمشبهة على أتباع السلف كلهم

حتى يقولوا في كتبهم : ومنهم طائفة يقال لهم المالكية , ينتسبون إلى مالك بن أنس

ومنهم طائفة يقال لهم الشافعية , ينتسبون إلى الشافعية . انتهى

* * *

فنخلص إلى أن إطلاق الجسم – مجرداً – على الله , ليس من الدين , وهو من البدع المردودة

وهذا المصطلح يشتمل على حق وباطل ؛

فالباطل تشبيه الله بخلقه , وتمثيله بالأجسام ,

وهذا منفي عن الله قطعاً كما قال تعالى : ( ليس كمثله شيء )

وأن الله يسمع , ويبصر , ويتكلم , ويسخط , ويرضى ,

وغير ذلك من أسمائه , وصفاته الثابتة

فإن سميتَ هذا الإثبات تجسيماً ,

لم نَدَعْ إثباتَ هذه الصفات لتسميتك , ولِمَا تدّعيه من لزوم التجسيم ,

ونعوذ بالله من الأهواء والافتراء .

* * *

فائدة : 

اعتاد أهل البدع أن يصفوا مثبتة الصفات لله تعالى بأنهم يقولون بالتركيب ‍?!

وأن الله مركب ‍! وهذا تلبيس آخر ‍!

قال ابن تيمية في شرح الأصفهانية صـ 21 :

أن يقال : المعنى المعروف من لفظ التركيب : أن يكون الجزآن مفترقين ,

فيركبهما جميعاً مُرَكِّبٌ , لأن المُرَكَّب اسم مفعول ..

ثم قال :

ولا ريب أن مثبتة الصفات ليس فيهم ولا في سائر فِرَق الأمة

من يثبت هذا التركيب في حق الله عزَّ وجلَّ

ولكن المتفلسفة يسمون نفي مثل هذا التركيب توحيداً ,

ويُدخلون في ذلك نفيَ الصفات ,

فيجعلون نفيَ علم الله وقدرته وحياته وكلامه وسمعه وبصره وسائر صفاته من التوحيد . انتهى

وقال ابن تيمية في درء التعارض 5/145 :

والمركَّب المعقول : هو ما كان مفترقاً , فركَّبه غيرُه ,

كما تركّب المصنوعات من الأطعمة والثياب والأبنية ونحو ذلك من أجزائها المفترقة

والله تعالى أجلُّ وأعظمُ من أن يوصفُ بذلك ,

بل من مخلوقاته ما لا يوصفُ بذلك ,

ومن قال ذلك , فكفره , وبطلانُ قوله واضحٌ . انتهى

وقال أيضاً في بيان التلبيس 2/310 :

وهؤلاء الملبسون يقولون : لا ينقسم , أو لا يتجزّأ , أو لا يتبعض , ونحو ذلك ,

ولو لم يريدوا إلا ما هو حق , لكانوا محسنين ,

لكن حقيقة قولهم أنه ليس هناك شيء يُتصور أن يكون مجتمعاً فضلاً عن أن يكون متفرقاً

ولا شيء موجود يتميز عن غيره , فضلاً عن أن يكون منقسماً ,

فأخذوا لفظ التفرق والانقسام , فوضعوه على غير المعاني المعروفة ,

ونَفَوْا به ما يستلزم نفيَ الحقيقة الكلية ,

كما فعل غيرهم في نفي العلم والقدرة ونحوهما ,

أو نفي الأسماء والأسماء كالحي والعليم والقدير ونحو ذلك . انتهى

فتنبه لهذا من العبارات المموهة كالجسم ونحوه من الألفاظ المبتدعة

يراد بها نفي أسماء وصفات الله تعالى الثابتة في النصوص الإلَهية

والله الهادي إلى الحق .

* * *

انظر كتاب ( دفع الشبه الغوية عن شيخ الإسلام ابن تيمية )

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

وصلى الله على عبده ورسوله الأمين وآله وصحبه ومن تبعه أجمعين







About asha3ira2

بسم الله
This entry was posted in Uncategorized. Bookmark the permalink.

Leave a comment